تأكيد ما بهر النواحي
إلى من فاق بالخُلُقِ المِلاحِ=أخلاءَ المحبةِ والفلاحِ
يبُشُّ بوجههِ فكأنّ روحاً=مرفرِفةً تَنَفَّسُ في الصباحِ
كنحلٍ أينما حلّتْ أمدّتْ=حوالَيها بشهدٍ كالقراحِ
.
إليك تميلُ أشرعةُ القوافي=تطمِّنُ من يخاف من السباحِ
بمنسرحٍ من الأمواج فوجٌ=كطيرٍ حين يصفِقُ بالجناحِ
فترقِصُنا بإغراءٍ وما مِن=مهيبٍ ماسكٌ كبح الجماحِ
.
إذا هاج الأحبّةُ في اختلافٍ=تسابَقُ فيهِ ألسنةُ الصياحِ
ألوذُ بحلمكم فرشيدُ عقلٍ=لكُم قدْ جادَ فينا بالسماحِ
وإما حان وقتُ الجهد طافتْ=محياكم تحثُّ على الكفاحِ
وقد عَمَرَ الفؤادُ لنا التماحٌ=لجهدِكمُ المُكَلّلُ بالنجاحِ
وإما جاءنا في الحربِ جمعٌ=أريتُهُمُ بأنّكمُ سلاحي
وقلتُ لهم بأنيَ لا أُبالي..،=جراحهمُ ستنزفُ بالجراحِ
سيضمنُها الصراطُ برمْق روحٍ=سلوهُ لعلَّ ذلك بالمتاحِ
.
وأرشدني إليك لدى الليالي=بزوغُ النجم يرمشُ كالصِّفاحِ
لينقش في الدجى أحلى نقوشٍ=يزركشُها فأصبحُ لي وشاحي
يباغتني ليسحب من ردائي=ويسألني: ألست هنا بصاحي!
يقولُ بأن نوميَ عن صلاةٍ=بجوفِ الليلِ ليس من المباحِ
.
رسمتُ بريشتي عذْبَ المعاني=فقد نضحَت بآلاءٍ بواحِ
شهدتُ بها ولا معنىً لقولي=سوى تأكيد ما بهرَ النواحي
ففي ذكرى الولادة: للتحايا=تقبّلْ نفْرتي وسُرى اجتياحي
أتيتُك يا صلاح، ولي رجاءٌ=بأن ننهي المسيرةً بالصلاحِ