[center]أيا بحر ...
أينَ حبيبي منِي الآن ؟
أهوَ سطرٌ في روايتك ، موجه من أمواجك التائهة الباحثة عن مِجداف قارب النجاة أم هوَ العنوان الرمادي لروايَةٍ معلّقة النهايه ؟!
أيا بحر ... إن كانَ حبيبي في أعماقك فاسمح لهُ أن يطفو على سطح قلبي وامنح حبِّي قارب النجاه ...
أيا بحر ... ماؤك من فيضان دموعي ، وأمواجك تمتمة تنهيدات قلبي حينَ يرتدُّ إلى الأعماق بحثاً عن حبيبٍ ما قدري أن أراهُ وأن أسمعه بصدى صمتي وشغبه ، وبسكونِ كلامي وصمته قدري أن أراه وهوَ مُختبِيء حتّى من نفسه ، وأنا أنتظره في جزيرَةٍ مهجورَةٍ منسيَةٍ لا تسكنها حتّى الجمادات !
قدري هوَ نفس القدر ؛ فوقَ البحر وتحتَ البحر ؛ هوَ نفس الخوف نفس الهروب نفس العتمة نفس السرقة نفس الآه المدوية التي لا يسمعها غيري وتخرم طبلة أذني قلبي وتصمّه هي نفس الأسئلة ( التي بلا إجابات ) إلا الرماديّة !
مهما حدث ومهما كان ، ولو صعدتُ القمر أو نزلتُ إلى الأعماق ستظلُّ روايتي بلا ريشَة النهاية ، وستظلُّ قوارب النجاة بِلا مِجدَاف ...
ما أقسى أن نكتب رواية ليس لها عنوان ... ليسَ لها عنوان ! ما أقسى أن نقرأ رواية تبحثُ عن العنوان !
تبحثُ عن ( المجداف ) !
لِمَ يابحر مكتوبٌ على جبين قلبي الشقاء ...
لفرحٍ بلا بقاء ...
لانتظارٍ بلا لقاء ...
لحُبٍّ بلا نقـاء ...
لِمَ لا يحتضِنُ وجودي في خارِطَة قلبه كدولة أعلنت الاستقلال ، وكحقيقة لا ندانُ عليها بالازدراء ؟!
لِمَ لا نرى النور حتّى في ... الخفاء
لِمَ يرتدي وجودنا نظّارةً سوداء
وحبّنا أقنِعَةً حـمراء ...
تُخفِي تحتها صحراء مجرّدةً من شرعيّة الوجود واللقاء
أخوفاً من الأضواء ...
وهرباً من الأصداء ؟
لِمَ لانركب قارب النجاة ، ونصل إلى برِّ الأمان أمام جميع الأحيـاء ...
أم انَّ هذا خرقاً لشريعة مستحيلٍ يرفض للشموع ان تنير درب حبٍّ بلا أملٍ إلاّ بالخفاء ...
بعيـداً عن الأضـواء ...
ورجل لا يملك شيئاً لحبيبته إلاّ أن يبني لها ... قصوراً في الهـواء ؟[/center]