رثاء للشاعر الوطني الكبير محمود درويش
نشر أمـــس (آخر تحديث) 11/08/2009 الساعة 15:51
الكاتب: بهاء رحال
نقصتنا فمن يكملك
(1)
نقصتنا فمن يكملك وبأي الكلمات ترى نرثيك وكيف تريدنا أن نقف في حضرتك منصتين صامتين دون صراخ وبكاء في المكان ،،، نعرف انك تحب الهدوء ما استطعت إليه سبيلا كما عشقت رائحة الخبز في الفجر ، سنقف صامتين مبكمين في حضرتك وأنت مسجاً أمامنا ،،، وأنت تحملنا لقريتك التي لم تعد منذ الآن منسية ،،، ولوالدتك التي لطالما حرصت على دمعها لا تحزني ، أماه فمحمود اليوم عاد حراً كما أراد ، عاد حراً كما شاء وكما تمنى أن يكون ،،، محمود لم يخشى يوما من الغياب ولا حضرته ،،، لم يخشى يوما من الإبعاد وغربته ظل حنينه يأخذه الى سفح جبل الكرمل ، لم يخش الغياب بل حرص أن يرتب بدلته مثلما كان يفعل كل يوم ،،، احتسى فنجانا من القهوة التي أعدها بنفسه ،،، أشعل سيجارةً وحمل معطفه الأسود على ساعده الأيسر وتذكرة سفر ،،، وبضع أوراق يخط بها كلماته من على متن طائرة تقله الى ولاية تكساس ،،، لم يكن يريد لأحد أن يعلم بموعد الغياب ،،، أحبَ الرحيل بهدوء ، دون ضجيج في المكان أو صراخ ،،، كما كان يحب ذلك دائما عند إحيائه لإحدى أمسياته الشعرية ،،، يصر أن يأتيه الموت في لحظة هدوء كبرى ،،، عله يكتشف سر لحظة الغياب الأبدية ، التي كثيرا ما كتب عنها من وحي خياله الواسع ،،، أراد أن يعيش لحظة الموت الأخير بهدوء ليرى لحظة غيابه ويحيا وقت الصعود الى الحياة الأبدية ودونما خوف أو تردد أو امتعاظ ،،، جرئ كعادته يذهب الى