أنا يا بني غدا سوف يطويني الغسق
لم يبق من ظل الحياة سوى رمق
قد أشرق المصباح يوما و احترق
جفت به اماله حتى اختنق
فإذا نفضت غبار قبري عن يدك
و مضيت تلتمس الطريق إلى غدك
فاذكر وصية والد تحت التراب
سلبوه امال الكهولة و الشباب
كان لنا دار و كان لنا وطن
و بذلت في انقاذه اغلى ثمن
بيدي دفنت أخيك فيه بلا كفن
ان كنت يوما قد سكبت الادمعا
فلانني حملت فقدانهما معا
جرحان في جنبي ثكل و اغتراب
ولد اضيع و بلدة رهن العذاب
سيحدثونك يا بني عن السلام
إياك أن تصغي إلى هذا الكلام
كالطفل يخدع بالمنا حتى ينام
لاسلم و لا يجلو عن الوجه الرغام
صدقتهم يوما فاوتني الخيام
و غدا طعامي من نوال المحسنين
يلقى الي إلى الجياع الاجئين
فسلامهم مكر و أمنهم سراب
نشرو الدمار على بلادك و الخراب